الحالة الإسلامية في قطر - الجزء 3

٢٠٠٩-٠٧-٢٣



بقلم الدكتور عبدالله فهد النفيسي

نشر د عبدالله النفيسي مقال قبل فترة ليست بقصيره تحدث من خلالها عن الحالة الإسلامية في قطر- حركة الإخوان المسلمين ونظرا لطول المقال وأهميته سوف يقوم موقع صوت الكويت بنشر المقال على أربع أجزاء وبشكل إسبوعي

الجزء 3/4




لقد أظهر القطريون نباهة مبكّرة سوف تختصر عليهم كثيراً من المشاكل التي يمرّ بها إخوانهم في أقطار أخرى من الجزيرة العربية مثل الإمارت العربية المتحدة وسلطنة عمان . سألت أحد القائمين المهميّن بهذه الدراسة بجزئيها : الآن وبعد هذه السنين ما رأيك بالإخوان في مصر ؟ قال : ( لقد تحوّلوا إلى اسفنجة تمتص كل الطاقات وتجمّدها ، إنهم حيثما كانوا يساهمون في تجميد الحالة وذلك يخدم في المحصول النهائي النظام أينما كان . إنهم يقومون بدور وظيفي لصالح الدولة هناك دون أن يشعروا ) انتهى . سألت آخر نفس السؤال فقال : ( الإشكال الأساسي عند الإخوان في مصر هو فقدان البوصلة . إنهم مشغولون بالفعل اليومي والصراع على النقابات والأندية والاتحادات الطلابية والسيطرة على المساجد وينسون في غمرة كل ذلك التوّجه الإستراتيجي والفكر المنهجي بعيد المدى . وإذا كان الإخوان في مصر يمثلون (القلب) بالنسبة لتنظيم الإخوان العالمي فإن علاقة ذلك القلب بـ ( الأطراف ) ـ تنظيمات الإخوان في البلاد العربية ـ علاقة ضعيفة وسطحية للغاية ولا تقوم على اتصال عضوي وحي ومستمر والقلب لا يستطيع أن يعيش وحده في أي جسم كان فهو في نهاية الأمر يحتاج لحركة الأطراف فوظيفته في النهاية ضخّ الدماء لهذه الأطراف . ثم إن الإخوان في مصر يعيشون في ظل نظام فكري دوغماني ويريدون إسقاط هذه الدوغماتية على الجميع خارج مصر وهذا أمر غير مقبول ولا معقول وهذا أدّى إلى تحوّل الجماعة إلى عامل طرد أكثر من عامل جذب للعقول المتميزة .) انتهى
ويرى (نفسه) أن أهم قضية يعاني منها مجتمع الجزيرة العربية هي ( خمول المجتمع المدني ) إذ لم يصل الناس إلى مستوى جيد من النضج المدني لذلك من الممكن أن تنطلي عليهم بأن تقوم الحكومة على سبيل المثال بإشهار ( جمعية حقوق الإنسان ) يعيَّن رئيسها ومجلس إدارتها وميزانيتها من الحكومة التي تشرف على تسييرها وتتحكم في حركتها بحيث تتستر هذه الجمعية على انتهاكات الحكومة لحقوق الإنسان بدلاً من أن تكشفها وتقاومها . ويرى هذا الشاب القطري الذي كان سابقاً من الإخوان ولا يرى حالياً حاجةً لوجود تنظيم كهذا في قطر ولا حتى في الجزيرة العربية ، وأقول يرى أن تنشيط ( المجتمع المدني ) ومؤسساته وبث الروح فيها سيؤدي في النهاية إلى النهوض بمستوى الوعي وسينعكس ذلك بدوره على النشاط السياسي والاجتماعي والتعليمي والحقوقي في مجتمع الجزيرة العربية . ويحذّر هذا الشاب النّابه إلى أنه بالرغم من ندرة السّكان في الجزيرة العربية وبالرغم من القدرات المالية والإدارية لدولها نلاحظ أن نسبة الأمية في الجزيرة العربية عالية للغاية إذ تبلغ في قطر 9.0 % وفي الكويت 7.0 % وفي المملكة العربية السعودية 23 % وفي الإمارت العربية المتحدة 12.3 % وفي البحرين 13.4 % وفي سلطنة عمان 18.6 %
أما في اليمن فهي 47.0 % ويضيف أن العالم اليوم يتحدث عن نسب الأمية الحرفية والقادرين على القراءة والكتابة ويضيف أننا في الجزيرة العربية لسنا في حاجة لاستنساخ التجربة في مصر ( أي تجربة الإخوان ) إذ أن الظروف الموضوعية في مصر رما برّرت نشوء وقيام ( جماعة الإخوان ) في وقتها 1928 م لكن مصر في وضعها2006 الحالي ليست في حاجة لهذا الشكل أو هذا الإطار من التحرك . يقول نحن في حاجة إلى قلب ( مرجعية ) ذات صدقية وليس على ( تنظيم ) . في حاجة إلى ( قلب مرجعي ) كما أسماه مشبّع بالعلم الشرعي الإسلامي وإضافة إلى ذلك بالفكر الإستراتيجي وفهم الواقع المحلّي والإقليمي والعالمي والتسلّح بأدوات الفحص المنهجي السليم المناسبة للعصر وظروفه وملابساته . يقول لو توفر هذا القلب المرجعي ( قد يكون فرد أو مجموعة من الأفراد ) ولو توفرت له المراكز و المؤسسات لأستطاع هذا القلب أن يشِعّ ما هو مطلوب من التوجيه المناسب لحركة المجتمع في الجزيرة العربية وفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية السمحاء دون ولوج تجربة ( التنظيم ) السياسية وتفريعاتها المؤلمة التي شهدها أكثر من قُطر عربي وإسلامي والتي تثير حساسية مُفرطة لدى دولنا ونُخبنا الحاكمة . هذه واحدة أما الثانية فإن أكثر ما يميّز التجربة الإخوانية القطرية ( التي انتهت 1999 ) أنها لم تكن ( عادية ) إذ لم تتحكم بها العاطفة الإسلامية أو اليوتوبيا السياسية ولم تتحكم بها ( لوائح تنفيذية ) أو قوانين أو رسميات كشأن تجربة الإخوان في الإمارات أو الكويت أو ربّما إلى حدّ ما تجارب الإخوان في المملكة العربية السعودية أو سلطنة عمان والبحرين ، القطريون يرون أن اللوائح والقوانين والرسميات تعيق النمو الطبيعي العفوي للجماعات وفي ظنّي لو أنّ مَسَار ( الجماعة ) في قطر تأسّس على لوائح ورسميات ـ كشأن باقي تجارب الإخوان في الجزيرة العربية ـ لما وصل حوارهم الداخلي الناشط إلى ما وصل إليه عام 1999 (قرار حل التنظيم) للل

0 التعليقات:

 
 
 

Powered By Blogger

تم إفتتاح المدونة بتاريخ 5 يوليو 2009