غابت السباع ولعبت الضباع

٢٠٠٩-٠٩-٠١

إسقاط القروض قضية تبناها النائب الفاضل الدكتور ضيف الله بورمية، وأشغل الناس بوعود وملأ صفحات الجرايد بتصريحاته النارية وأما حملاته الإنتخابية فوصل به الأمر بتقديم وعود للناخبين أن القروض سوف يتم إسقاطها.

إزالة التعديات والدواوين المخالفة وقضية إزالة المساجد المؤقته المخالفة، قضية تبناها النائب الفاضل محمد هايف، وأشغل الناس بالتهديد والوعيد بإيقاف هذا العمل، وتصدر شاشات التلفزيون بتصريحاته التي يخرج منها الشرار، وإكتسح صفحات الصحف حتى أصبح فتى الصحافة الأول.

النائبين الفاضلين نموذجين أطرحهما وبإعتقادي أن غالبية الأعضاء لا يختلفون عنهما. النائب بورميه والنائب هايف ما أسمع لهم تصريحات عن القضايا التي تبنوها، لا بالصحف ولا بالقنوات التلفزيونية. شي غريب هاتين القضيتين كانتا تشكلان القضية الأولى لكل منهما، إذن ماذا حصل.

الأمر يحتمل تفسيرين هما إما أنه تم إسقاط القروض وتم وقف عمل لجنة الإزاله وعليه لا يوجد مبرر للتصريح مادام الحمله قد نجحت والحكومة إستجابت للمطالب - والكل يعلم إن هذا لم يحصل فلم تسقط القروض ولجنة الإزالة لا زالت تعم بنفس النفس.

التفسير الآخر أن يكون للنائبين الفاضلين مطالب شخصية خفية غير معلنة وتمت الإستجابة الإيجابية لتلك المطالب من قبل الحكومة وعلية لا يوجد مبرر للهجوم على الحكومة مادام الحكومة تلبي طلباتنا.

إستجواب وزير الداخلية بين للجميع ضعف جبهة المعارضة وزيادة نفوذ الحكومة بين أعضاء مجلس الأمه بشكل كبير ، إذن الحكومة أخيرا إستطاعت أن تلعبها صح مع النواب. قبل أيام إلتقيت بالدكتوره أسيل العوضي وسألتها هل لا زالت تركيبة المجلس كما كانت بالمجالس السابقة، أجابت بالنفي فحسب وجهة نظرها أن تركيبة المجلس تختلف بشكل كبير في هذا المجلس وإن هناك شبه توافق بين الحكومة والمجلس وعليه تعتقد أن الأصوات المعارضة للحكومة لن تجد لها آذان صاغية داخل المجلس وإنها متفائلة بأن تكون المرحلة القادمة مرحلة إنجازات حسب وجهة نظرها.

في النهاية أود أن أبين أن حكومة الشيخ ناصر المحمد - بغض النظر عن أداءها - إستطاعت أن تجد مفاتيح أغلبية النواب وعليه أتوقع إن وزراء الحكومة الحالية هم من الوزراء المحظوظين بسبب أن صار لهم ظهر يسندون نفسهم عليه وقت الشدة. وعليه إستطاعت الحكومة أخيرا أن تغيِِب السباع وأن تترك الساحة للضباع.