الذئاب عبرت الحدود

٢٠٠٩-١٠-٢٥



دخل المتجر بإستحياء لتبضع مئونة بيته، وبوراشد صاحب المتجر يراقبه بعينيه ويتفهم علامات الاستحياء التي ارتسمت على وجه بوفيصل. وما إن انتهى بوفيصل من اختيار احتياجات أسرته، بادره بوراشد بالقول: يا بوفيصل أترك الحساب لوقت آخر ومن عسرك إلى يسرك. خرج بوفيصل وعينيه تنطقان بالشكر.
بوراشد وبعد أن حان المساء ذهب لزيارة صديقه بوفاضل المريض من عدة أيام ليطمأن عليه وليسأله إن كان في حاجة لشيء يقضيه له وبخاصة أن بوفاضل يحضر لزواج ولده فاضل على ابنة بوعمر. وبعد أن أطمأن على صديقه ذهب إلى ديوان عمه عبدالله ليستمع إلى آخر أخبار البلد.
كان ديوان عمه "عبدالله" عامر برواده، وصادف عند دخوله الديوان وجود ضيف من البلد المجاور لهم يتكلم عن ذئاب انتشرت ببلدهم على شكل جماعات تهاجم الأحياء والقرى، وأن جيوش أميرهم بدأت بملاحقة تلك الذئاب لطردها من حدود دولته. وإن الأمير أستطاع مطاردة الذئاب وقتل منهم ما قتل ومن تبقى منهم دخل حدود بلادكم فاحذروا منهم.
وما أن إنتهى الضيف من كلامه حتى قف بوعبدالله وعلامات الغضب بدت على وجهه، فقال ما لنا لا نعلم بهذا، الذئاب تدخل بلدنا ونحن لا نعلم، ألا يعلم أميرنا بهذا وأين رئيس الحرس ، يجب علينا جميعا الذهاب صباح الغد لمقابلة الأمير حتى نحذره من تلك الذئاب.

*******

بعد انتهاء صلاة الفجر، وقف بوعبدالله خارج المسجد ينتظر تجمع أصدقاءه الذين كانوا في ديوانه مساء أمس للذهاب إلى الأمير وتحذيره من الذئاب التي دخلت بلادهم، وما إن تجمعوا حتى انطلقوا باتجاه قصر الأمير القريب من ساحل البحر. وقف بوعبدالله وجماعته عند باب القصر يطلبون الإذن للدخول على الأمير، فأبلغهم كبير حراس القصر بأن الأمير نائم ولن يصحو من نومه إلا بعد أربع ساعات.
فقال له بوعبدالله إن الأمر عاجل ولا يتحمل التأخير فأذهب بإبلاغه بأمرنا، فرد عليهم كبير الحرس بأنه لا يستطيع ذلك ويجب عليكم الانتظار.
لا حول ولا قوته إلا بالله، قالها بوعبدالله وهو يلتفت إلى جماعته، ثم قال لهم يجب علينا الانتظار. بعد انقضاء أربعة ساعات، خرج عليهم كبير الحرس ليبلغهم أن الأمير أذن له بأن يدخلكم عليه.

*******

=
دخل بوعبدالله وجماعته على الأمير، فبادروه بالتحية والسلام. فرفع رأسه يديرها يمينا وشمالا وينظر إليهم بتمعن بسبب ضعف بصره وقال وعليكم السلام ... ما أمركم؟
فقال له بوعبدالله يا طويل العمر الذئاب دخلت بلادنا بعد أن طاردهم أمير البلاد المجاورة لنا فعبروا حدودنا وقد يصلون في أي وقت إلى المدينة والقرى، فجئناك نبلغك بالأمر حتى تتصرف بحكمتك للقضاء عليهم وحفظ البلاد.
فقال الأمير: إني أعلم بأمرهم وهل نحن من يخاف الذئاب !؟
فأخذ بوعبدالله ومن معه ينظرون إلى بعضهم بعض وهم بدهشة من ما سمعوه.
فقال بوعبدالله: يا طويل العمر هؤلاء ذئاب لا تعرف الرحمة إن دخلوا بلادنا فلن يهنأ لنا بال ونخاف على أولادنا ونساؤنا أن تهاجمهم الذئاب وتؤذيهم.
فوقف الأمير وقال إنهم حفنه من الذئاب نطعمهم فيخضعون وإن شبعوا أصبحوا مثل القطط، فلا تخشوهم واتركوا أمرهم لي.
أنقبض قلب بوعبدالله بعد أن سمع كلام الأمير، وقال في نفسه ضاعت البلاد هلكت البلاد ضاعت البلاد.

7 التعليقات:

عثماني يقول...

اي والله .. الذئاب اكلت الخضر و اليابس

مقالتك لمست الجرح


:(

عابرين منذ مبطي
سؤال المليون :
الدوب يقطع
ولي جوعتهم...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أهل شرق يقول...

الامير هذا سووله فلم يسمونه

الراقص مع الذئاب

صوت الكويت يقول...

شكرا لكل من شارك بالموضوع

بطل القصه بوعبدالله يقول
الحدود عبرهاالأسود والغزلان والطيور والأسماك الجميله وزاد جمال بلدهم بسببهم

أما الذئاب فالله يستر منهم ومن بلاويهم

صوت الكويت يقول...

أهل شرق

الأمير إلى بالقصه صار صخر

lawyer يقول...

الله يسامح الي كان السبب و لا يحلله

صوت الكويت يقول...

lawyer

حياج الله وشكرا لهذي الزياره

 
 
 

Powered By Blogger

تم إفتتاح المدونة بتاريخ 5 يوليو 2009