محمد عبدالقادر الجاسم .. ما أشبه اليوم بالأمس

٢٠٠٩-١١-٢٥

--
قضية إحتجاز محمد الجاسم هي حديث الساعة هذه الأيام .. وحسب ما نسمع أو نقرأ فإن الآراء مختلفة حول إحتجازة ... فهناك من يدافع عن مبدأ حرية الرأي بشكل عام وليس عن الجاسم بالتحديد ... وهناك من يدافع عن الأثنين (المبدأ والجاسم) ... وهناك من هو ضد المعنى المطلق لمفهوم حرية الرأي ويميلون إلى حرية الراي المسؤول .
بالنسبة لي فإن الجاسم أقيمه من ناحية الفكر والمنهج من خلال موقفين، الأول عمله بجريدة الوطن في فترة من الفتراة والثانية طعنه بفوز محمد العبدالجادر في الإنتخابات القبل الماضية وتبرير خسارته بأن القاضي في لجنة الإنتخابات كان يقرأ إسمه بورقة التصويت على أنه محمد العبدالجادر وبالتالي إنتقلت الأصوات المصوته له إلى محمد العبدالجادر وعليه فاز الأخير بالإنتخابات.
على أي حال الآراء مختلفه والجميل إنني أرى في أغلب المواقع أن هناك حوار ونقاش وتعليقات راقية.
مشاركتا مني في طرح بعض الأمور، رأيت أن أعرض بعض أجزاء من ندوة أقيمت بتاريخ 21/10/2009 والتي شارك بها الجاسم وتكلم بها عن سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وأود ان أأكد على أهمية مشاهدة المقاطع الثلاث المعروضة والتدقيق الجيد في كلام الجاسم.
وبعد مشاهدة المقطع أرجو قراءة المقال الذي وضعته أسفل المشاهد والذي كتبه الجاسم أثناء تولي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد رئاسة الوزراء.
أترك لكم الرأي وأكتفي بالقول ما أشبه اليوم بالأمس.

-----





بتاريخ 10/6/2005 كتب الجاسم هذا المقال على موقعه وكان في ذلك الوقت سمو الأمير هو رئيس مجلس الوزراء
---
بطانتك يا شيخ...وايد خربانة!

---
على أحد الجبال في سوريا تم رسم صورة ضخمة للرئيس حافظ الاسد يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة.

ان الفساد السياسي والمالي لا يترعرع وينمو إلا بالتلازم مع "مؤسسة النفاق". وفي الدول ذات الانظمة الشمولية والقمعية تكون مؤسسة النفاق هيئة عامة، اما في الدول غير القمعية مثل الكويت فالنفاق تديره مؤسسات خاصة، عائلية أو فردية.

على الدائري الرابع في حولي مقابل الجابرية يقع مبنى اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية، وفي هذا المبنى توجد قاعة تم تسميتها قاعة الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، وقد وضعت لافتة ضخمة على المبنى من الخارج تحمل اسم الشيخ صباح لا اعرف قياساتها الدقيقة لكنها حتما اضخم لافتة في الكويت تحمل اسم شيخ ولم اشاهد مثلها في الكويت في حياتي لكنها تمثل صورة من صور النفاق الممجوج الذي تفشى خلال السنتين الماضيتين.يالتأكيد الشيخ صباح لم يطلب ان تسمى القاعة بإسمه ولم يطلب وضع اللافتة ولم يتدخل في قياساتها وغالبا هو لم يشاهدها اصلا.


وقبل الاسترسال أود ان ابدد بعض الأقاويل التي ترددت في أعقاب انتشار مقالي السابق ( السلطة تحد السلطة). فقد ردد بعض المتضررين من المقال انني لم اكتب إلا كرد فعل على "طردي" من جريدة الوطن. وأود أن اقول انني لم اطرد من الوطن، بل تقدمت باستقالتي التي لم تقبل في البداية، لكنني كنت مصرا عليها لرغبتي في القيام بمهمة أخرى. صحيح ان علاقتي بالشيخ صباح لم تكن "سمن على عسل" وصحيح ايضا ان هناك مساعي بذلت في فترات سابقة لابعادي عن رئاسة تحرير الوطن، وصحيح ايضا ان هناك من كان يتمنى انتهاء علاقتي بالوطن، الا ان كل تلك الجهود والتمنيات لم تحقق نتيجة ولم اترك الوطن الا باتفاق مع الملاك ودون اي خلاف وفي توقيت مناسب للطرفين. وياريت ركز من روج الأكاذيب على مضمون المقال.. لكن هذا حدهم وهذا مستواهم.

وللعلم فأنا لست من طائفة "عبدة المناصب" فبعد تولي الشيخ صباح رئاسة الوزراء في صيف 2003 قدمت استقالتي من الوطن لأنني ايقنت ان المرحلة الجديدة لن تكون مرحلة مناسبة لي، سياسيا، للعمل كرئيس لتحرير صحيفة يومية، خاصة انني كتبت مقالا رئيسيا اعارض فيه فصل رئاسة الوزراء عن ولاية العهد ثم تحدثت في ندوة عامة عن نفس الموضوع مطالبا بضرورة اسناد رئاسة الوزراء الى شباب الاسرة، ان كان الفصل لازما، كي لا يكون التغيير في الاشخاص فقط بل في الافكار والاسلوب ، وبالتالي كان من الطبيعي بالنسبة لي ان اقدم استقالتي حتى لا اسبب مشاكل للصحيفة بسبب آرائي الشخصية، وكي افسح المجال لملاك الصحيفة لتغيير سياستها ان رغبوا في ذلك...لكن استقالتي رفضت في حينها.

الامر الآخر الذي أود التأكيد عليه هو انني إذ اختلف تماما مع اسلوب الشيخ صباح في إدارة البلاد، فإن هذه هي حدود الاختلاف ، فمن جانبي لا توجد ضغائن ولا امور شخصية، فالشيخ صباح، وهذه امانة يجب أن تقال، لم يضرني في شيء، حتى هذه اللحظة على الاقل، وقد اهداني خلال الجولة الآسيوية الصيف الماضي جهاز كمبيوتر ( لاب توب ) وهو لديه قدرة عجيبة على تحمل من يختلف معهم ومن...لا يطيقهم! وبالتالي فالمقال السابق ماهو الا تعبير متجرد صريح عن رأيي وهو ينسجم مع مقالات سابقة نشرتها في الوطن وموجودة في هذا الموقع مثل مقال " الى الشيخ صباح مع التحية ومقال رسالة الى صاحب السمو".

أمر اخير أود ان ابينه قبل الدخول في مقال اليوم وهو ان التعبير عن الرأي عندي غير مرتبط بوجود خلاف شخصي أو مصلحة، فأنا لست بتاجر وبالتالي ليست لي مصالح معطلة "أبي أمشيها غصب" عن طريق الضغط على الآخرين كما هي العادة في الكويت. كل ما في الامرانني قلق على وضع البلاد حاضرها ومستقبلها فنحن نسير نحو هاوية متوقعة، ومن خلال هذا الموقع اريد أن اعبّر عن رأيي ولا شيء آخر.
عموما... بعد انتشار المقال السابق اتصل بي اكثر من شخص ودار الحوار حول الحل، بمعنى كانوا يقولون اذا قبلنا بتحليلك للوضع فماهو الحل؟
فكان جوابي : مافي حل!
نعم فطالما كان الشيخ صباح يتخذ قراراته من خلال بطانة خربانة " فما في حل اطلاقا".
ان القرارات عندنا تتخذ "سماعي" اي بالاعتماد على النقل والقيل والقال لا بناء على دراسات محايدة وآراء خبراء ومستشارين وليس هناك اي نظرة استراتيجية، لذلك فإن مؤسسة الفساد والنفاق في أحلى أيامها، وبعض المسؤولين عندنا يستخدمون أذانيهم أكثر من أي شيء آخروليس لديهم القدرة على قراءة تقرير من ورقة ونصف.

ان الشيخ صباح يدير البلاد في ظروف مثالية يتمناها أي زعيم في العالم من ابراهيم الجعفري في العراق الى فيدل كاسترو في كوبا، فأسعار النفط مرتفعة ولا وجود لاضطراب داخلي ولا تهديدات خارجية، ومجلس الأمة في " الجيب " !! ومع ذلك يعجز الشيخ صباح عن ارضاء الناس وتحقيق انجازات تاريخية بانتشال البلاد من سيطرة الفساد بكل صنوفه!

لكن لماذا نحمّل الشيخ صباح المسؤولية اساسا...ألا يوجد وزراء ووكلاء وزارات ونواب وصحافة وغرفة تجارة وجمعيات نفع عام وتكتلات سياسية وغيرهم يشاركونه المسؤولية؟
اننا نحمل الشيخ صباح المسؤولية ببساطة لأنه وباختصارصاحب القرار الوحيد، فهو الذي يختار الوزراء وهو الذي يوافق على الوكلاء وهو الذي يدعم ويرعى اكبر عدد من النواب وهو الذي يتحالف مع هذه الجماعة او تلك وهو الذي يأمر بتسهيل امور النواب (......) وهو الذي يختار المعاونين له وهو في النهاية الذي يدير البلاد فعليا لذلك فهو المسؤول الوحيد، ولا جدوى من مخاطبة اي شخص آخر.
ان الشيخ صباح يريد بالتأكيد للتاريخ أن يذكره" بالزينة" ويريد تحقيق انجازات لم يحققها احد قبله في الكويت ...لكن أي انجازات يمكن أن تتحقق و "البطانه خربانه... "
ان البطانة التي تحوم حول الشيخ صباح تفهمه تماما وتدرك نقاط ضعفه ونقاط قوته، وهم يحفظون طريقة تفكيره وطريقة اتخاذه للقرار، ويراقبون مزاجه وبينهم تنسيق كامل حين تتفق مصالحهم، ويوزعون الادوار بينهم خاصة حين يمارسون التحريض على الآخرين وهو، بالمناسبة، العمل الوحيد الذي يبدعون فيه بجدارة.

هم، أي البطانة، باختصار يستغلون قوة وضعف الشيخ صباح لتحقيق مآربهم سياسية كانت او مالية ويسخّرون طاقاتهم لتحقيق هاتين المصلحتين مستغلين قربهم من الشيخ صباح.

ولكن ألا يدرك الشيخ صباح مقدار فساد البطانة... وهل هو منتبه للطموحات السياسية لبعضهم... وهل هو مدرك لاختلاف اجندتهم عن اجندته..وهل يدرك مقدار التشويش الذي يمارسونه وتحريف الكلام واختلاق الوقائع... باختصار هل يدرك انهم يسببون له وللبلاد ضرر فادح ؟؟

بالتأكيد هو " حاس فيهم " على الاقل ويفطن لتحركاتهم وحركاتهم..لكنه لا يملك خيار تغييرهم ، فهو قد اعتمد عليهم أكثر مما يجب، والوقت قد تأخر لتغييرهم.

وطالما بقيت البطانة "تسرح وتمرح" واعضاء مؤسسة الفساد والنفاق في المقدمة فلا أمل في اصلاح . نقولها بصدق ونية صافية...

ولو ان الشيخ صباح يأمر بإزالة لافتة الدائري الرابع كرمز لزوال مؤسسة النفاق .. ولو تخلص من العناصر الفاسدة في بطانته لوجد أهل الكويت كلهم وراه عن قناعة وليس تزلفا ونفاقا.

وإلى ان يتم ذلك " أشوه انه ما عندنا جبال" !!

9 التعليقات:

Mohammad Al-Yousifi يقول...

بالنسبة للمقالات بدايته كانت وايد قوية

لكن في الفترة الاخيرة حصر نفسه في زاوية ضيجة و هي المجادح مع محمود حيدر و المرتزقة اللي معاه ففقد الجاسم قيمته السابقة

يعني قل الكوالتي

شكرا

YusuF.AsKR يقول...

أثرت نقطه اعتبرها مهمه بالنسبه لي !

عزيزي صوت الكويت

لو تلاحظ , شتان ما بين إسلوب محمد الجاسم بطرح المقالات بأيام تولي سمو الامير رئاسة الوزراء و بين مقالاته ضد الشيخ ناصر المحمد لأنه تهكم و بشكل ساخر و جارح كثيراً بالشيخ ناصر و حكومته !!

أعتقد بأنه تعدى سقف الحريه المتاحه له كثيراً و ياليت يخلونه عبره لمن لايعتبر !

Hamad Alderbas يقول...

لم اجد في كلام الجاسم والموجه لسمو الرئيس سوى النصح , والنصح فقط لا غير و وقد قالها في ختام كلمته

إرجع لأهل الكويت ..

وان كان حقه الخالص وله الاحترام اكيد الا انني من وجهة نظري الشخصية استغرب الشكوى التي رفعها الرئيس ضد الجاسم , بل ان الجاسم على ما قاله يستحق الثناء من الرئيس , نصيحة اغلى من الذهب تلك عندما يدعو الجاسم الرئيس لاحترام اهل الكويت والعودة الى صفوفهم

احسن من جذي نصيحة سامية وين نلقى هالايام ؟

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...

عيب ثم عيب ثم عيب تشجيع من يريد أن تكون الكويت دولة لاقانون

لعل الكثير يتسائلون مااسباب عدم دفع الكاتب الصحفي محمد عبدالقادر الجاسم لمبلغ الكفاله حتى يتم الافراج عنه وينهي تلك الضجه المفتعله ويباشر اجراء التحقيقات معه بشكل طبيعي. للاجابه على هذا التساؤل وبكل بساطه ان الكاتب والمحامي محمد عبدالقادر الجاسم حقق حلم حياته من خلال قرار النائب العام بحبس المتهم واخلاء سبيله بكفاله ماليه فحاليا هو متهم بقضية سب وقذف ومن الطبيعي ان ياخذ القانون مجراه وكان من المفترض من رجل القانون ان يكون حريص وقدوه لغيره فى تطبيق القانون ولكن ليحقق حلمه ويضرب عصفورين بحجر حسب اعتقاده قام بالامتناع عن دفع الكفاله وهو يعلم ان الامتناع عن دفع الكفاله يزج به الى الحبس لكي يؤكد للمتابعين والتابعين له بان ماذهب اليه سابقا بخصوص انتقاداته المستمره لصلاحيات وقرارات النيابه العامه والعجيب ان المتهم محمد الجاسم كان دائما يطالب بالمحافظه على فصل السلطات ولكن عندما يصل الامر الى مصالحه واهواءه يطالب بتداخل السلطات!! اما الامر الثاني الذي يريد ان يبرزه المتهم الجاسم من خلال حبسه ان دولة الكويت يوجد بها سجين رأي بعد ان قام بمناشدة المنظمات الدوليه للافراج عنه لانه سجين رأي وان القضيه سياسيه ! وانا اود ان اقول للمتهم محمد الجاسم بان قضيتك هي سب وقذف وانت تعلم ذلك جيدا وكان يجب عليك ان تخجل من نفسك وتطبق القانون على نفسك اولا ومن ثم تخجل من نفسك مره اخري وتحافظ على سمعة الكويت امام المنظمات الدوليه ولكن طالما تعتقد بانك قد حققت حلم حياتك بالحبس لايسعنا الا ان نتمنى لك احلام سعيده خلف القضبان واتمنى انك تصمد ولاتدفع الكفاله حتى اشعر اخر

غير معرف يقول...

بواسطة بوفهد بتاريخ 26.نوفمبر,2009,

طلب الاستاذ محمد عبدالقادر الجاسم المحتجز بصورة غير قانونية من أسرته تزويده بكتاب لتعلم اللغة الفارسية في خمسة أيام!!!

تعليق : بوعمر يستعد للحوار مع عدوه ( م .ح )
بلغته حتى يتسنى لهما فهم الآخر !

غير معرف يقول...

بإختصار ...(الشمس ما يغطيها منخل) واللي قاله محمد الجاسم نقطة في بحر ما نسمعه بالدواوين والتجمعات الخاصة عن أسلوب الإدارة والفساد المستشري في الدولة وعن الفاسدين والمفسدين والمتسلقين ... من منكم يقسم بالله بأن هناك عدالة ومساواة ... الطيب أحسن ( مرقابي )

الراي الحر يقول...

سلمت يداك يا صوت الكويت ..

فعلا تناقض ، حاولت استوعب ما يفكر فيه محمد الجاسم ولم استطع ، والخيط الرفيع اللي استوحيته من خيال محمد الجاسم هو انه يكره اي شي اسمه شيخ خصوصا اذا كان منصبه رئيس مجلس الوزراء ...

صوت الكويت يقول...

كل الشكر لمن شارك بالتعليق
وكل الإحترام والتقدير لجميع وجهات النظر

ولكن في نقطة أعتقد إنها مهمة

لو نرجع للوراء بضع سنوات وبالتحديد خلال الفترة التي حصلت بها خلافات بين اقطاب الأسرة ومن بعدها تم تشيكل حكومي لم يرضى عنه سمو الشيخ سعد رحمه الله ومن بعدها ما حصل خلال فترة فصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء


في تلك الفترة إنقسمت الأسرة إلى قسمين
قسم موالي لسمو الشيخ سعد رحمه الله
وقسم موالي لسمو الشيخ صباح حفظه الله ومن ضمنهم سمو الشيخ ناصر المحمد


لنتذكر فقط محمد الجاسم كان ينتمي مع أي فئة
وكيف كان يسخر كتاباته لفئة ضدد الفئة التي لا يواليها

هل هذا الإنتماء لا زال موجود -
دعوة لمراجعة كتاباتة والتفكر بالأمر


بالنهاية كلنا متفقين على حرية الرأي
الذي يخدم الكويت

ولكن إذا كان الرأي له موازين ونوايا خاصة وتوجه معين لا يخدم الكويت ولا يخدم قضاياها ففي هذه الحالة النظره مختلفة

 
 
 

Powered By Blogger

تم إفتتاح المدونة بتاريخ 5 يوليو 2009