بيـان إلـى الشـعب الكـويتي الكـريم ... كتبه وأصدره المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل (حبيب الوطن) الشيخ عبدالله السالم الصباح بتاريخ 4 فبراير 1959 أي قبل الاستقلال.
شعبي العزيز:
من الواضح الجلي أنني سعيت وما زلت أسعى إلى توفير جميع أسباب الرفاهية والطمأنينة لبلادنا العزيزة في السر والعلن. وما زلت اسمع ما لا أحب ان اسمعه عن بعض الشباب الذين لا يقدرون عواقب الأمور ولا ينظرون النظرات البعيدة ولكني أتحاشى تكديرهم راجيا ان ينتبهوا من أنفسهم ويسمعوا نصائح العقلاء ولقد نبهت المرة تلو المرة عن تكدير العلاقات بيننا وبين جميع أصدقائنا وإخواننا من العرب وذلك حسبما تقتضيه مصلحة البلاد. إذ لا فائدة لنا من تكدير علاقات يجب المحافظة عليها طيبة ما أمكن ولكن هؤلاء الشباب ركبوا رؤوسهم وتعاموا عن المصلحة العامة حتى بلغ بهم الجهل إلى التمادي عليَّ شخصيا في المجتمعات على الرغم مما عرف عن عهدي من رفاهية وخيرات نحمد الله عليها ويغبطنا عليها الكثير من الأمم. أما الأخطاء والانتقادات التي يرون إنها موجودة في بعض الدوائر فإنها أخطاء لا تخلو منها أي بلد مهما بلغ من التمدن والنظام وهي حالات سائرة إلى التعديل والإصلاح في القريب العاجل ان شاء الله. ولقد أوعزت بردع هؤلاء عن التمادي في جهلهم مؤملا ان يكون بذلك سد ثلمه قد تأتينا منها ريح لا نريدها. وكما قيل: «ومن السموم الناقعات دواء». واني أرجو كافة إفراد الشعب العزيز ان يهتموا بصلاح أمورهم الخاصة وإن بابي مفتوح لمن يتقدم باقتراح أو شكوى أو بيان صحيح ففي ذلك تعاون صحيح بين الحاكم والمحكوم ووطنية صادقة. أما الجهل فعاقبته معروفة. والله يهدي الجميع.
قد تتشابه الكثير من الأمور التي جاءت بهذا البيان مع كثير من القضايا المثارة اليوم أو خلال السنوات القصيرة الماضية. هذا البيان مر عليه أكثر من 50 سنه ، نعم أكثر من 50 سنه ووقتها لم يكون هناك دستور أو مجلس نيابي.
واليوم ونحن في بلد دستوري ولدينا ممثلين للامه لهم الصلاحيات التشريعية والرقابة، اليوم نحن في أمس الحاجة لمثل هذا البيان ليس بالضرورة بنفس المعنى ولكن بنفس المبدأ وبنفس النفس وبنفس العمق الوطني الذي أختزلها هذا البيان بعدة سطور.
-شعبي العزيز:
من الواضح الجلي أنني سعيت وما زلت أسعى إلى توفير جميع أسباب الرفاهية والطمأنينة لبلادنا العزيزة في السر والعلن. وما زلت اسمع ما لا أحب ان اسمعه عن بعض الشباب الذين لا يقدرون عواقب الأمور ولا ينظرون النظرات البعيدة ولكني أتحاشى تكديرهم راجيا ان ينتبهوا من أنفسهم ويسمعوا نصائح العقلاء ولقد نبهت المرة تلو المرة عن تكدير العلاقات بيننا وبين جميع أصدقائنا وإخواننا من العرب وذلك حسبما تقتضيه مصلحة البلاد. إذ لا فائدة لنا من تكدير علاقات يجب المحافظة عليها طيبة ما أمكن ولكن هؤلاء الشباب ركبوا رؤوسهم وتعاموا عن المصلحة العامة حتى بلغ بهم الجهل إلى التمادي عليَّ شخصيا في المجتمعات على الرغم مما عرف عن عهدي من رفاهية وخيرات نحمد الله عليها ويغبطنا عليها الكثير من الأمم. أما الأخطاء والانتقادات التي يرون إنها موجودة في بعض الدوائر فإنها أخطاء لا تخلو منها أي بلد مهما بلغ من التمدن والنظام وهي حالات سائرة إلى التعديل والإصلاح في القريب العاجل ان شاء الله. ولقد أوعزت بردع هؤلاء عن التمادي في جهلهم مؤملا ان يكون بذلك سد ثلمه قد تأتينا منها ريح لا نريدها. وكما قيل: «ومن السموم الناقعات دواء». واني أرجو كافة إفراد الشعب العزيز ان يهتموا بصلاح أمورهم الخاصة وإن بابي مفتوح لمن يتقدم باقتراح أو شكوى أو بيان صحيح ففي ذلك تعاون صحيح بين الحاكم والمحكوم ووطنية صادقة. أما الجهل فعاقبته معروفة. والله يهدي الجميع.
قد تتشابه الكثير من الأمور التي جاءت بهذا البيان مع كثير من القضايا المثارة اليوم أو خلال السنوات القصيرة الماضية. هذا البيان مر عليه أكثر من 50 سنه ، نعم أكثر من 50 سنه ووقتها لم يكون هناك دستور أو مجلس نيابي.
واليوم ونحن في بلد دستوري ولدينا ممثلين للامه لهم الصلاحيات التشريعية والرقابة، اليوم نحن في أمس الحاجة لمثل هذا البيان ليس بالضرورة بنفس المعنى ولكن بنفس المبدأ وبنفس النفس وبنفس العمق الوطني الذي أختزلها هذا البيان بعدة سطور.
-
حبيب الوطن
حبيب الوطن
4 التعليقات:
بس يا ليت تذكر ليش طلع هالبيان حزتها وراح تعرف وشكرا
ارجو توضيح اسباب البيان ولماذا خرج في ذلك الوقت وما كان المقصود ومن هم الشباب في حينها وشكرا.
غير معرف
أتفهم سبب طلبك بيان الأسباب وراء هذا البيان.. وسف أذكرها
ولكن قبل ذلك أود أن أبين أن في حالات الأزمات السياسية أو الإقتصادية أو الإجتماعية أو نوع من الأزمات ، لا يترك الأمر حتى يستفحل ولكن نتمنى من أولي الأمر أن يصدر منهم بيان مشابه لهذا البيان من ناحية العمق والشمولية والتوجيه ... بيان ليس بإنشائي وطويل .. بل بيان مختصر وتفهمه جميع شرائح المجتمع.
بالنسبة للأسباب .. الدكتور غانم النجار كتبه عنها قبل فتره قصيره بجريدة الجريدة وأتصور إستطاع أن يختصرها بطريقة لا تنقص من إطارها العام... وإليك جزء من ما كتب:
"ربما كان التجمع الأشهر في تاريخ الكويت السياسي هو المهرجان الخطابي الذي تم إبان حقبة عبدالله السالم في أوائل سنة 1959، وكان قد تم لإحياء الذكرى الأولى للوحدة بين مصر وسورية، التي تمت بإعلان الجمهورية العربية المتحدة برئاسة الرئيس جمال عبدالناصر. شارك في ذلك المهرجان المصري الأشهر حينئذٍ أحمد سعيد مذيع إذاعة صوت العرب. ومع أن المهرجان كان قد مضى بمباركة ودعم الحكومة والشيوخ، فإن ردود الفعل الحكومية على ما جرى فيه كانت غير معتادة في قسوتها وقمعيتها، إذ جرى اعتقال العديد من المشاركين في المهرجان، كما تم إغلاق الصحف كافة وكذلك الأندية الرياضية وغيرها. عادت الأمور إلى توازنها مع بداية التوجه نحو الاستقلال ومن ثم الدستور."
"ولعلنا نشهد هذه الأيام بدايات لحركة اجتماعية سلمية جديدة، قد يكون عنوانها المستحق 'الوحدة الوطنية'، وقد يكون رد فعلها الآني إساءات ساقطة، ولكنها ستدخل ضمن تلك الحركات ذات الأهداف العامة التي بالإمكان أن تتطور لكي تصبح أكثر تركيزاً وأن لا تأخذها الانفعالات التي قد تقود إلى تقييد حرية التعبير كمنطلق من خلال ضرب الفاسد من أدوات الإعلام.
الأهم من هذا وذلك، هو أن الحراك الشعبي، والحركة الاجتماعية السياسية قد تتحول إلى وعاء مرجعي عام يعزز المكاسب الدستورية، ولا يمارس من خلاله أي تمييز سواء كان فئوياً أو مناطقياً أو طائفياً أو غيره.
أما على مستوى المرحلة فإن هذا الحراك الشعبي قد أوصل رسالة إلى من يهمه الأمر في مواجهة أي سيناريو محتمل للانقضاض على الدستور، وهو سؤال لطالما حاول المستشارون طمسه والتقليل من شأنه، وطالما حاولنا أن ننبه له، ألا وهو كيف سيتحرك الشارع في مواجهة الذين قد يستهترون باستقرار الوطن ليدفعوا بتعديل الدستور من طرف واحد. اللهم احفظ هذا البلد آمناً مستقراً بدستوره وأميره وشعبه."
يبدو ما تمنيناه قد تحقق
الرجاء الرجوع إلى الصفحة الرئيسية
لقراءة الخبر الذي تم نشره اليوم
إرسال تعليق