حكام ... أصبحوا عبيد

٢٠١٠-٠٧-١٩

يقول الشاب اليمني مبارك من امام مسكنه البدائي في شمال اليمن «احلم بان اعيش مثل باقي الناس». فهو واحد من مئات لايزالون مستعبدين في بلد يعد من الافقر في العالم، وتتحكم فيه القبلية بالشاردة والواردة. وعادت قضية «العبودية» ذات الاشكال المتعددة في اليمن إلى الواجهة أخيرا بعد تقارير عن قيام قاض في محافظة حجة الشمالية بتوثيق نقل ملكية «عبد»، الامر الذي قد يبدو خياليا في القرن الحادي والعشرين، الا انه واقع مرير بالنسبة إلى مئات من «العبيد» و «الجواري» الذين بعضهم مملوك «بصك».
وتتركز هذه الظاهرة في محافظتي حجة والحديدة في شمال غرب البلاد. وقال مبارك لوكالة فرانس برس انه لا يعرف تاريخ ميلاده، لكنه يعرف ان عمر عبوديته 21 عاما. وهو يبلغ من العمر المدة نفسها، لان «سيده» الشيخ محمد بدوي ورثه مع باقي افراد عائلته التي «اشتراها» والده قبل نصف قرن. وقال مبارك المتزوج من «أمَة محررة» والوالد لطفلين، ان «حياتي قاسية» و «كلما فكرت بالتحرر افكر اين سأذهب». ويعيش مبارك في مديرية اسلم (حجة) التي فيها بعض الهضاب، ويشقها وادي حيران الذي تجري فيه المياه على مدار العام.
ويقيم الشاب مع عائلته في جوار منازل القرية، وبالتحديد في غرف يسميها السكان المحليون «العشش»، وهي دائرية الشكل نصفها السفلي من الطين والعلوي من القصب، وعادة ما يسكن فيها «الاخدام» او «العبيد» الذين يبلغ عددهم في اسلم حوالى 300 شخص وفق تقديرات السكان. وقال مبارك «أتمنى ان أعيش مثل بقية الناس، لكن لم تتح لي فرصة للتعلم، ومهمتي مقتصرة على زراعة الأرض ورعي الاغنام، وقدمي لم تجتز حدود القرية بتاتا». وكان تقرير رسمي صادر عن وزارة حقوق الانسان في العام 2009 كشف عن وجود «عبيد وجوار» في بعض مناطق محافظتي الحديدة وحجة.
واضاف ان هناك حالات لاشخاص «مملوكين ضمن الصكوك أو تتوارثهم الاسر» الا انهم الاقلية بين من يمكن وصفهم بالمستعبدين، ويسيطر عليهم عموما وسرا، شيوخ قبليون. وذكر ان هناك فئة ثانية من المستعبدين هم عائلات وجماعات كاملة يسمون «عبيد القبيلة»، وهؤلاء ليس فيهم اي صك ملكية، الا انهم لا يملكون شيئا، وعليهم ان «ينفذوا ارادة القبيلة».
اما الفئة الثالثة ممن يمكن وصفهم بالمستعبدين، فهم «المهمشون» أو «الاخدام»، وهذه فئة اجتماعية قائمة بحد ذاتها في اليمن، وافرادها ينظر اليهم وينظرون إلى انفسهم بدونية. وحيثما انتقل هؤلاء في البلاد لا يقومون الا بالاعمال الدونية، ومصيرهم من المهد إلى اللحد ان يكونوا من «الاخدام»، وبالتالي هم ادنى مستويات المجتمع اليمني، ويعيش هؤلاء بفضل «الصدقات».
ويعتبر المستعبدون عرقيا من الافارقة الاحباش. لكن المفارقة ان هؤلاء حكموا اليمن اكثر من قرن من الزمن خلال التاريخ، فهم ما تبقى من الدولة النجاحية (القرنين الحادي عشر والثاني عشر) التي حكمت اجزاء واسعة من اليمن الحالي، الا انهم تحولوا إلى رقيق بعد ان سقطت دولتهم.


12 التعليقات:

Nikon 8 يقول...

صدق من قال إرحموا عزيز قوم ذل

le Koweit يقول...

حياتهم بائسة
الله يعينهم

فريج سعود يقول...

مملوك ومن يمني


بيييييييييه الله يعينه

الزين يقول...

باليمن يطغي الجهل
وتتسيد عاداتهم الإجتماعية وموروثاتهم على جميع الحدود

قريت قصه اسمها Sold
القصه من جزئين
تحكي الواقع اليمني المتخلف
والجاهل

والأحداث حقيقية ووقعت بآخر الثمانينات

تصدق
هالواقع لازال مسمتر حتى اليوم
ماكو شي يغيرهم
مجتمع معزول جدا
لذلك هو كما هو لم يتغير به شي
رغم التعليم

انصحك بقراءة القصه
راح تنصدم

صباح الخير

SHOOSH يقول...

لا حول ولا قوة إلا بالله

صوت الكويت يقول...

Nikon 8

هذي الدنيا .. يوم لك ويوم عليك

صوت الكويت يقول...

le Koweit

مساكين .. الله لا يبلينا

صوت الكويت يقول...

فريج سعود


ما له إلا إنه يطحن من القات

صوت الكويت يقول...

الزين

إنشاء الله أقرأ القصه

مثل ما قلتي .. في اليمن قبائل تعيش بعيد عن السلطه .. لها أعرافها الخاصه فيها .. وشبه معزوله عن النظام العام

صوت الكويت يقول...

SHOOSH

الله يكون في عونهم .. اليمن بلد العجائب

غير معرف يقول...

للحريه طعم لذيذ
وشعور رائع
و إحساس لا يوصف

صوت الكويت يقول...

غير معرف

أكيد الحرية نعمه

 
 
 

Powered By Blogger

تم إفتتاح المدونة بتاريخ 5 يوليو 2009