الحالة الإسلامية في قطر - الجزء الأخير

٢٠٠٩-٠٧-٣١





بقلم الدكتور عبدالله فهد النفيسي
=========
نشر د عبدالله النفيسي مقال قبل فترة ليست بقصيره تحدث من خلالها عن الحالة الإسلامية في قطر- حركة الإخوان المسلمين ونظرا لطول المقال وأهميته سوف يقوم موقع صوت الكويت بنشر المقال على أربع أجزاء وبشكل إسبوعي
==== =====
الجزء 4/4
============
==========
إن اللوائح والقوانين والرسميات التي هي مطبّقة داخل تنظيمات الإخوان عموماَ وربّما في الجزيرة العربية خصوصاَ تعيق حركة الحوار الداخلي وتعيق النمو الطبيعي للثقافة السائدة داخل (الجماعة) كما تكرّس السرّية وعقلية ( الشيعة المضطّهدة ) وروح المفاصَلَة مع مجتمع لا هو في العير ولا في النفير بحيث أصبحت الظاهرة الإسلامية في الجزيرة العربية لبعض الناس ظاهرة غير مفهومه . والملفت والذي يدعو إلى إعجاب هؤلاء بهؤلاء النّفر في قطر أنهم تجاوزا ( العتبة الحزبية ) إلى فضاء (التيار) وهو فضاء يتسع للقاء والحوار والاختلاف وقبل ذلك وبعده للعلاقات الإنسانية وهي أمور شبه محظورة في التنظيمات السياسية التي تتحرّك في مجتمعات العالم الثالث وعلى رأس ذلك المجتمعات المتقدمة سياسياً ويحل محلّها فكرة (التيار) والفرق بينهما أن الحزب عبارة عن مجموعة من الأفراد تتفق على منظومة من الأفكار تعتبرها صالحة كبرنامج للحكم الذي يسعى له الحزب ، بينما التيار هو مجموعة من الأفراد ومن ذوي مشارب مختلفة يتفقون في الرأي حول قضية معينة في مرحلة معيّنة دون أن يدفعهم ذلك إلى اعتبار هذا الاتفاق صالح كبرنامج للحكم أو السعي له . واللافت للنظر أن القطريين نصحوا الإخوان في الإمارات أكثر من مرّة أن يتخلّوا عن فكرة (التنظيم) لأن تبعات التمسك بها كانت خطيرة وثقيلة ولأن الأهداف العامة للتحرك قابلة وممكنة التحقيق دون الحاجة إلى ( تنظيم ) رسمي يُحرك حساسية الدولة وقد يدفعها إلى القمع المباشر كما حدث ويحدث في بعض الأقطار العربية ومنها الأقطار الخليجية . إن فكرة التنظيم هي ذاتها فكرة ( الحزب ) وهي تقوم أساساً على عامل رئيسي وهو عامل ( السيطرة ) على العضو ، بينما لا يشكل ذلك عاملاً أساسياً في (التيار) بل إن فكرة التيار تمجّ عامل السيطرة وربما ترفضه كلياً في بعض البلدان المتقدمة سياسياً مثل أوروبا الغربية . خطورة عامل السيطرة أنه يحرّض على العسكرة التنظيمية وهي عسكرة ربما تقود بعض الأحزاب إلى مغامرات غير محسوبة في عالم الصرّاع على الحكم لذلك نلاحظ حساسية الحكومات والنُخب الحاكمة من فكرة ( الحزب ) الناشئ إذ تحرض على تلمُّس منطلقاته الفكرية والحركية كما تحرص على تتبع وفهم الأشخاص المعنيون بإقامته وتأسيسه ومصادر تمويلهم إذ أن لكل حزب مؤسسات مثل لجان ومكاتب ومطابع وصالات وموظفين وغير ذلك وتحتاج لتسييرها إلى مبالغ طائلة وميزانيات ربما موسّعه فتحرص الحكومات على دراسة مصادر التمويل لتصل إلى نهايات الخيط ومعرفة مدلولاته السياسية وهل لها ارتباطات خارجية ؟ كل هذه أسئلة استخباريه واستشعاريه تدرسها الحكومات قبل الترخيص للحزب الناشئ . أمّا إذا غامرت أية جماعة إخوان أو غيرها على إقامة ( تنظيم ) سريّ للعمل تحت الأرض فهذا أدعى إلى قلق الدولة وهو قلق يتولّد عنه مزيد من البدائيه التي تتميّز بها ( الدولة ) و ( السلطة ) عند العرب فتبدأ الملاحقات والتغوّل لتجنّب هذه المواجهة الغير متكافئة ولو أدى ذلك إلى حل التنظيم كما حدث في الحالة القطرية وهو عين الحكمة

0 التعليقات:

 
 
 

Powered By Blogger

تم إفتتاح المدونة بتاريخ 5 يوليو 2009