إسمح لي يا والدي ان أذكركم باللقاء الذي تشرفت فيه بالمثول بين أيديكم ، وأوضحت لكم خلاله وجهة نظري إزاء صندوق المعسرين وإجراءاته العقيمة وما يتداول بشأنه والتي أدت إلى ظهور مشكلات قانونية وإجتماعية تمس شريحة كبيرة وبخاصة أصحاب الدخل المحدود .
ونقلت لكم إستياء المواطنين الكويتيين بسبب إجراءات هذا الصندوق الذي ربطته الحكومة بولي الأمر ، لذا فإن أي خلل في عمل الصندوق سوف ينعكس سلباً على العائلة وسمعتها ، ولقد رفضتم هذا الطرح وأكدتم ان الصندوق ليس فيه عيوب أو خلل حسب تأكيدات المسؤولين عنه وطلبتم مني أمثلة على صحة كلامي ، وقدمتها لكم بكل وضوح وذلك من باب الأمانة الوطنية ، والولاء الكامل لكم كوالد وللوطن العزيز وللشعب الكويتي الكريم .
إنني أريد من هذا الكلام أن أؤكد على أن نقل الواقع الشعبي لكم يجب أن يتم بالصدق والأمانة والحرص على مصلحة البلد والمواطن ، لا أن تكون الصورة معكوسة ويتم النقل بطريقه مشوهة مبنية على التزلف والنفاق والإنتهازية كما هو حاصل لدى الكثيرين وللأسف الشديد ، حيث يحرصون على إرضائك من خلال تزيين الصورة أمامك وإظهار الامور على غير حقيقتها ظناً منهم أن ذلك يسعدكم ومن ثم ترضى عنهم وترتاح بالتعامل معهم ، فيحظون بالمناصب والعطايا والامتيازات ، على حساب المسئولية الوطنية ومصلحة الشعب ، وبالمقابل فإن من ينقل الصورة الواقعية يعد من المكروهين ويتعرض إلى الإقصاء وتغلق الأبواب في وجهه .
ومن المحزن أن سياسة الإقصاء أصبحت أمراً واقعاً وأصبح العقاب الفوري لكل من يشعر بآلام الوطن والمواطنين ويتحسس معاناته ويسعى لنقل الصورة إلى الكبار كي يتم تدارك الأمر ووضع الحلول المناسبة التي تنقذ البلاد ، ليجد ان الأبواب بدأت توصد أمامه ولا يجد اذناً صاغية بل تبدأ عملية إبعاده وتهميشه،
رغم أن العمل الجماعي هو الحل الأمثل لنقل الكويت من الوضع الحالي حيث التفكك والخلافات والتخبط, إلى السكة الصحيحة التي يسير عليها قطار التطور والتنمية والإزدهار إن شاء الله .
والدي العزيز ، لقد باتت سياسة الإقصاء محرقة لكل المخلصين الذين يخافون على مصلحة الكويت ومستقبلها والغيورين على الأسرة وأبنائها ، وأخشى ما أخشاه أن تستمر هذه الظاهرة في الإستفحال حتى تتفكك الأسرة بالكامل وتفقد أركان قوتها وتصبح عندئذ هدفاً سهلاً جداً للحاقدين والطامعين والمتربصين شراً بالكويت .
وللتذكير لدينا تجارب سابقة وخاصة خلال الغزو وبعد التحرير عندما تم اقصاء بعض رجال الأسرة لمدد زمنية متفاوتة وظهر نتيجتها الفشل ، وهذا يؤكد بأن
الفشل هو النتيجة الحتمية للإقصاء طال الزمن أم قصر .
أعيد التذكير بأن المساس بالدستور ستكون له عواقب وخيمة ولذلك أخمدوا الفتنة قبل إستفحالها.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه
0 التعليقات:
إرسال تعليق