الشيخ فهد سالم العلي ورسالة أخرى إلى الوالد

٢٠١٠-٠٣-١١


-
بسم الله الرحمن الرحيم
" وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ "
صدق الله العظيم


تمر على البلاد أزمات متلاحقة نلاحظ بها أسباب مفتعله ونتائج مخطط لها سلفاً وتكون إنعكاسها على الأسرة سيئأ ومن ثم على بلدي الذي يعيش في مرحلة تحتاج الى تضافر الجهود وحسن النية والقرار الواضح والقوي لتلبية طموح الشعب الكويتي الأصيل الذي صبر كثيراً وأصبح الآن يحلم بالإصلاح والتنمية وعودة بلده كلؤلؤة الخليج العربي .

وما أحس به شخصياً الآن ترجع بذاكرتي إلى بداية سنة 2006

إسمح لي يا والدي العزيز أن أذكركم بما حدث في ثالث يوم عزاء الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته ففي ذلك المساء تشرفت بزيارتكم في منزلكم بالبدع, حيث تم فحصي وعلاجي عندكم بسبب الوعكه الصحية التي كنت أعاني منها آنذاك ومع ذلك لم أتخلف عن واجبي الوطني والأسري وأبلغتكم بأن هناك إجماعاً وإتفاقاً على المرحلة القادمة وأكدت بأن اللقاء قد تم تهيأته لكم للوقوف على الحقيقة ولتتأكدوا شخصياً بأنه ليس هناك مطالب أو تطلعات , وأبديت لكم مخاوفي من تدخل أطراف منافقة مغرضة متزلفه هدفها إستغلال المواقف لتنفيذ أجندتها الخاصة على حساب الأسرة والكويت وأكدت لكم أن هذه الأطراف سوف تؤدي إلى إحداث شرخ كبير في الأسرة وسوف تتسبب في تفرقة صفوفها وزعزعة وحدتها وتماسكها , وأن آثار هذا الفعل سوف يمتد لسنوات طويلة , وهو ما ينذر بمخاطر لا تحمد عقباها.

من المهم هنا أن أذكركم بأن مبادرتي هذه لم تعجبكم في ذلك الحين,
وقلتم لي " تحط راسك براسنا " وكان ردي بالحرف وبالعامية
" طال عمرك إلي يعجبك من كلامي أخذه وإلي ما يعجبك قطه بالبحر " .

وبعدها مباشرة فوجئنا بوجود أزمة من لا أزمة وتلبدت السماء بالغيوم وكانت مخاوفي في محلها , وما خابت ظنوني للأسف الشديد وإستفاد حينئذ من إستفاد من المنافقين والمتزلفين وتمكنوا من وضع إستحقاقات لهم عانت منها البلد طويلأ , وما زالت تعاني منها حتى الان .

وفي لقائي الأخير معكم في تلك المرحلة والذي تم في نفس المكان وما ترتب عليه من لقاء أخوي تأكدتم من صدق وحسن نوايا من رفضتم الإستماع إليه في المرة السابقه وتأكد لكم صدق أقوالي والمساعي المجردة من المصلحة الشخصية التي بذلتها من قبل حدوث الأزمة .
إن هدفي من تذكيركم بهذا الموقف , التأكيد على نقطه مهمه وهي أن النهوض بالمسئوليات الوطنية والقيام بالمهام الكبيرة والخطيرة ليست مقصورة على الكبار فقط , وفي تاريخنا الإسلامي والعربي أمثلة كثيرة على ذلك ولعلنا نتذكر جميعاً كيف أوكل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مهمة قيادة جيوش المسلمين إلى الفتى أسامة بن زيد وهو لم يتجاوز العشرين من عمره , رغم أن هناك المئات من الصحابة الذين يكبرونه بكثير , ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم رأى فيه سمات القائد الناجح و العسكري الفذ فأوكل إليه هذه المهمة التاريخية العظيمة .

ونستذكر أيضاً ما قام به المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم الصباح بمنح الثقة لشباب الأسرة آنذاك وكنت يا والدي العزيز واحد من هؤلاء الشباب وأنت في مستهل العشرينات تجد الدعم من قبل الآخرين بدون إتهامات أو تحقير رأي كما يحدث الآن .

الأسرة غنية بالرجال القياديين أصحاب القرار والغير متفرجين , الحريصين على إستقرار ومستقبل بلدهم والمؤمنين بالدستور والمشاركة الشعبية كعهد عليهم يحافظون عليه لأنه إستقرار للأسرة وبلدنا العزيز بجميع طوائفه وفئاته .

والدي العزيز هل ستتكرر الأحداث وتفقد الأسرة ما تبقى لديها من ترابط أمام الشعب وتصبح أكثر تفككأ يستفيد منه المنافقين وأصحاب النوايا الشريرة كما في 2006 وتستمر البلاد بحالة الجمود والصراعات المتلاحقه المفتعله بسبب الإستماع لهم وعدم الإستماع للرأي الآخر والمصارحة والمكاشفة بينكم .

ألا تستحق الكويت وشعبها وأجيالها القادمة ذلك ؟؟؟

أقولها وأنا مؤمن بأن ترابط الأسرة وتعاونها , وخاصة الآن هو ضرورة عاجله لمصلحة الكويت وشعبها كما قلتها وسعيت لها في سنة 2006 م .


اللهم إني بلغت اللهم فاشهد

حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه
---------
-
-
تعليق صوت الكويت:
كانت هذه الرسالة الثانية التي يكتبها الشيخ فهد سالم العلي حيث سبق أن كتب الرسالة الأولى خلال شهر ديسمبر من العام الماضي.
رابط الرسالة الأولى:
-
ما يميز هذه الرسالة عن سابقتها أنها كتبت ووالده سمو الشيخ سالم العلي موجود في الكويت.

14 التعليقات:

عين بغزي يقول...

@@

Mohammad Al-Yousifi يقول...

فهد سالم العلي

أخطر مما توقعت

السالفة مو سالفة منصب بو طقة او وزارة

:)

غير معرف يقول...

لأول مرة سأعلق بإختصار .. كلام كبير يحتاج إلى قلب أكبر يستوعبه !!!

مرقابي

غير معرف يقول...

اتوقع اننا مقبلون على ازمه جديده في اي تحول قادم

تيماء يقول...

الله يخلي ال صباح حكام لنا

وانا واثقه انا ال صباح بجميع فروعهم قلبهم على الكويت ومصلحتها

غير معرف يقول...

أتمنى أن تبقى خلافات الأسره داخلها ولا تكون شأن عام لحساسية الموضوع وإمكانية تأثيره على الشأن العام

غير معرف يقول...

!!!!!!!?

صوت الكويت يقول...

عين بغزي

ما تنلام .. أحلا تعبير

صوت الكويت يقول...

ma6goog

بالفعل .. إذا كان يعني كل كلمه كتبها فالموضوع له أبعاد كثيره

صوت الكويت يقول...

مرقابي

فعلا يحتاج إلى قلب كبير ... الغريب إنه جرت العاده أن تقوم جريدة الراي بنشر كل مقالاته إلا هذا المقال لم ينشر

صوت الكويت يقول...

غير معرف - 1

إنشاء الله ما في أزمات جديد لأن بصراحه ملينه من الأزمات وتبعاتها

صوت الكويت يقول...

تيماء

آل الصباح الكل يقدرهم ويحترهم ومتفق عليهم والكل يتمنى لهم الخير

وأتمنى أن تكون ثقتج وثقتي في محلها

صوت الكويت يقول...

غير معرف - 2

كلامك سليم مئه بالمئه

صوت الكويت يقول...

غير معرف - 3

فعلا المقال يستحق علامة تعجب وإستفهام كبار

 
 
 

Powered By Blogger

تم إفتتاح المدونة بتاريخ 5 يوليو 2009