تاريخ الكويت السياسي - لحفيد الشيخ خزعل

٢٠١٠-١٠-٢٣


تاريخ الكويت السياسي كتاب من تأليف حسين خلف الشيخ خزعل، صدر بسنة 1962 . هذا الكتاب كبقية بعض الكتب التي تتحدث عن تاريخ الكويت يمنع بيعها بالكويت بلد الحريات.

سنة تأليف هذا الكتاب لم يكن فيها ما قد يأثر على ما يدونه الكاتب في كتابه، وإسم الكاتب يعطي دلالة على أن من كتبه لديه من المصادر والمعلومات ما يمكن أن تثري محتويات الكتاب. الكتاب مكون من عشرة أجزاء، الأجزاء الخمسة الأولى تتضمن تاريخ الكويت لغاية نهاية حكم الشيخ أحمد الجابر، أما الأجزاء الخمسة الأخرى فهي تتضمن الأحداث الهامة التي جرت في عصر الشيخ أحمد الجابر.

في الصفحة 40 من الكتاب لغاية صفحة 42 يتكلم المؤلف عن أسرة آل الصباح، سوف أنقل بالكامل فقط هذا الجزء من الكتاب.
====

آل الصباح
====
ليس من يجهل ان العرب كلها تنقسم الى قسمين هما قحطان (وهي العرب العرباء) وعدنان (وهي العرب المستعربة).
وإن عدنان تقسم إلى فرعين مضر وربيعة.
أما مضر فسكنت الحجاز وكانت لها الرئاسة في مكة، وأما ربيعة فسكنت نجد أي بين اليمامة والبحرين والعراق.
وربيعة تقسم إلى عمارتين بني كلب وبني أسد ويتفرع بنو أسد إلى فرعين أو بطنين هما جديلة و عنزة ومن عنزة تنحدر بكر بني وائل التي تنتسب إليها البيوت الثلاث الحاكمة اليوم في نجد والبحرين والكويت وهم آل سعود وآل الخليفة وأل الصباح.
وآل الصباح هم من جُميلة (بضم الجيم) ثم من الشملان وقد سموا بآل الصباح نسبة إلى صباح الأول بن جابر بن سلمان بن أحمد.
===

مقدم آل الصباح إلى الكويت
=====
كانت عنزة تقطن سابقا في عين التر (شفاثة) في بر العراق (قريبا من مدينة كربلاء) ثم إنتقلت إلى نواحي خيبر فأقامت هناك مع قبائل من طي فصارت تنتجع وتشتي معهم في نجد ثم إختار قسم منهم البقاء في الهدار من مقاطعة الأفلاج وبعد ذلك حصل نزاع بينهم وبين بني عم لهم من بطن جُميلة فتغلبوا عليهم وأخرجوهم من البلد فلجأوا إلى قبيلة الدواسر في الوادي. وهناك إجتمعت بطون الدواسر وركز كل بطن منهم رمحاً وخيروا الجُميلين في الرمح الذي يريدون الإلتجاء تحت ظله وحمايته فإختاروا رمح آل حسن فزحف معهم آل حسن على الهدار واستولوا عليها وأخرجوا خصومهم منها وكان من ضمنهم آل الصباح فإضطر هؤلاء للذهاب إلى قطر مستجيرين (بآل مسلم) أمراء قطر في ذلك الحين.

وبعد أن إستقروا فيها برهة من الزمن أوجس آل مسلم خشية منهم وخافوا من إستفحال أمرهم فالجثوهم إلى مغادرة قطر والنزوح عنها فركبوا سفناً شراعية وساروا ضاربين البحر، وذلك في عام 1676م.

ثم ندم آل مسلم لنزوح هؤلاء عنهم فإقتفوا أثرهم بسفن أخرى حتى أدركوهم بالقرب من (رأس تنوره) فلما أبصر بهم الجُميليون علموا بأن تلك السفن لم تقدم إلا في طلبهم فنزلوا إلى البر واستعدوا للدفاع عن أنفسهم ثم جرت معركة شديدة بين الطرفين كان النصر فيها حليف الجُميلين.

ولكن الجُميلين بالرغم من إحرازهم ذلك النصر لم تطب نفوسهم بالعودة إلى قطر بل فضلوا الإستمرار بطريقهم التي قصدوها فنزلوا في جنوب أراضي الكويت في المحل المسمى قُرين ثم تفرقوا منها عام 1714م فمنهم من سكن الصبية ومنهم من سكن عبادان ومنهم من ظل بالمخراق.

أما آل الصباح وآل الخليفة والزايد والجلاهمة والمعاودة فقد إستقروا في قرب شط العرب بالموقع المسمى اليوم (بأم قصر).

وبقوا هناك يعملون بالقرصنة ونهب السفن وكان ذلك العمل يومئذ من الأعمال المألوفة والسائدة في خليج البصرة وهو أشبه بالغزو البري عند القبائل العربية.

فهددتهم الدولة العثمانية بإستعمال القوة ضدهم إن لم يركنوا إلى الهدوء والسكينة والكف عن تلك الأعمال. فإضطروا عندئذ إلى الجلاء عن تلك المنطقة فساروا إلى الصبية وإجتمعوا مع إخوانهم السابقين.

فلما علمت قبيلة الظفير بإجتماعهم في الصبية سارت لغزوهم وفي أثناء سيرها القت القبض على أحد رجالهم لكي لا يفشي أمر سيرها وعزموا على قتله غير أن ذلك الرجل توسل إليهم واقسم لهم إيماناً مغلظة على أن لا يخبر أحدا بأمرهم فوثقوا بقوله واطلقوا سراحه. وما كاد ذلك الرجل يفلت من أيديهم حتى سار مسرعا إلى قومه فقصد ديوان أحدهم المدعو (دولة) وخاطبه بالشعر الآتي ملمحا في الأمر تلميحا خوفا من أن يحنث بيمينه
======

عمر الغليون يا دولة
ترى دنياك معلومة
إني حلفت بالله ما أقوله
======
فإنتبه دولة مع بقية من كان معه في ذلك المجلس إلى إشارة الرجل واسرعوا جميعا إلى ترك الصبية وقصدوا مدينة الكويت وسكنوها بعد أن إستأذنوا أمير بني خالد واستحصلوا على موافقته فطابت لهم بها الدار واستقر بهم المقام وأخذت تتوافد عليهم الناس من البلاد الأخرى من عرب وفرس، وذلك في عام 1715م.
====
الحلف الثلاثي
====
وفي عام 1716م تحالف ثلاثة من أهم رؤساء القبائل التي سكنت الكويت وهم صباح بن جابر بن سلمان بن أحمد و خليفة بن محمد وجابر بن رحمة رئيس الجلاهمة على أن يتولى صباح الرئاسة وشؤون الحكم وأن يتشاور معهم ويتولى خليفة شؤون المال والتجارة ويتولى جابر شؤون العمل في البحر وتقسم جميع الأرباح بينهم بالتساوي.

3 التعليقات:

Icarus يقول...

المؤلف توفى في بيروت قبل الإنتهاء من الكتاب (خمسة أجزاء) وصدر الجزء الأخير غير مكتمل.


من أسباب المنع حسب تقديري هو تناوله لموقف أحمد الجابر وعبدالله السالم المتخاذل من أزمة جده.

غير معرف يقول...

ماورد يمثل رأي وأجتهاد شخصي لا يستند الى معلومات موثقة .

غير معرف يقول...

فكل من أسقط في يده وفشل في تقديم ما يفيد البلاد به والعباد، راح يترنم ويتغنى بجدّه وبمغامرات جدّه، فهذا يباهي بالقرصنة التي امتهنها جده في البحر، والآخر يفاخر بمغامرات جده كقاطع طريق في البر، ولو أمعنا النظر في بطاقة الوصف الوظيفي للجدين لوجدنا الأول، نشال سفن بامتياز، والآخر حرامي قوافل! يعني بلا مؤاخذة، حاجة تعر ولا تدعو أبدا للفخر والتباهي!..صحيح ان هذه الأعمال وغيرها من تهريب وسلب ونهب وسرقة وخطف كانت دارجة وشبه سائدة في زمن من الأزمنة، الا انه في زمن التحضر ودولة القانون، لا ينبغي لنا العودة للجاهلية، ونبش رفات الموتى بحثا عن حكاية تثبت ان جدك أحسن من جدي!..يا عمي جدك حرامي! يشخر فيك قائلا: جدي حرامي لأنه كان شجاعا، بينما جدك جبان لأنه لم يجرؤ على السرقة!.

 
 
 

Powered By Blogger

تم إفتتاح المدونة بتاريخ 5 يوليو 2009