حرب المصالح

٢٠١٣-١١-٢٩

الحروب أنواع، إحداها هي حرب المصالح.
 
حرب المصالح قد تختلف في أدواتها عن الحروب التقليدية، واقعها يقول هكذا. ولكن جميع الحروب تلتقي بأداة واحدة فاعلة ، من أحسن إستخدامها ظفر بنتائجها وغنائمها. هذه الأداة هي الإعلام.
أصبح الإعلام بمختلف طرقه ووسائله هو المهيمن على الفكر العام والتوجه الشعبي. ولهذا تجد أطراف الصراع تسعى لتقوية جبهاتها بأدوات إعلامية تواكب رغبات الناس وميولهم حتى تكون جزء مؤثر رئيسي في قناعاتهم وأفكارهم . لا أحد يستطيع إنكار أن الإعلام له تأثير مباشر عليه سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. إن تغيير الموقف أو الاتجاه هو من أبرز وأوضح مظاهر تأثير وسائل الإعلام حيث يقصد بالموقف رؤية الإنسان لقضية ما، أو لشخص ما، أو لقيمة، أو لسلوك، وشعور الإنسان تجاه هذا الشيء، إما سلباً أو إيجاباً، رفضاً أو قبولاً، حباً أو كراهيةً، عداءاً أو مودة، وذلك بناءاً على ( المعلومات ) التي تتوافر للإنسان. ووسائل الإعلام عادةً هي التي تزودنا ( بالمعلومات ) أو بالجزء الأعظم منها، وبالتالي فإن وسائل الإعلام تؤثر على فهمنا، ومواقفنا، وحكمنا على الأشياء.
 
في كتاب "التربية الإعلامية كيف نتعامل معها" لمؤلفه فهد الشميمري، يقول عن تأثير وسائل الإعلام في الأفراد والمجتمع:
1. من الحقائق الثابتة أن وسائل الإعلام تؤثر في الأفراد والمجتمعات، بل إنها تؤثر في مجرى تطور البشر، وأن هناك علاقة سببية بين التعرض لوسائل الإعلام والسلوك البشري.
2. يختلف تأثير وسائل الإعلام حسب وظائفها، وطريقة استخدامها، والظروف الاجتماعية والثقافية، واختلاف الأفراد أنفسهم، وقد تكون سبباً لإحداث التأثير، أو عاملاً مكملاً ضمن عوامل أخرى.
3. آثار وسائل الإعلام عديدة ومختلفة، ومتنوعة الشدة، قد تكون قصيرة الأمد أو طويلة الأمد، ظاهرة أو مستترة، قوية أو ضعيفة، نفسية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية.
4. تأثير وسائل الإعلام قد يكون سلبياً، وقد يكون إيجابياً.
 
 
لوسائل الإعلام تأثيرات مختلف، من أبرزها الاستثارة الجماعية للجماهير، خلال فترة قصيرة محدودة، لمدة أيام أو أسابيع، تجاه قضية ما أو حدث ما. بلاشك أن كثير من وسائل الإعلام المصخرة من أطراف الصراع تعتمد بشكل كبير على عامل الوقت. حيث كلما كان تأثيرها سريع على قضية معينة كلما  إستطاعت أن تحول التوجه العام إلى طريق الذي يخدم طرف الصراع الذي تتبعه. إن قدرة الاعلام على التأثير في الرأي العام وصناعة السياسات تتزايد وتتجلى في المجتمعات والانظمة الديمقراطية وتتلاشى في الانظمة الاستبدادية، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. فكلما كان للإعلام مساحة كبيرة للتحرك في ظل وجود قوانين تحميه كلما كان للإعلام قدرة على التأثير.
 
 
للأسف صحافتنا وإعلامنا المحلي أصبح لا يبحث عن الحقيقة، بل هي منابر للسياسيين وأطراف الصراع ليقدموا روايتهم عبرها للرأي العام، وهذا بالطبع ليس الدور الحقيقي لوسائل الإعلام.
 
ما أود إيصاله وحتى لا أدخل في سرد طويل هو أن حرب المصالح ومن خلال وسائل الإعلام التي يمتلكها كل طرف من أطراف الصراع وفي غياب إعلام نزيه محايد يقدم الحقيقة، وفي ظل التحالفات السياسية ذات المصالح المشتركة، فإن وسائل الإعلام أصبحت هي مطبخ صنع التوجه الشعبي العام، هذا التوجه الذي أصبح يتفوق كثيرا على التوجه الرسمي الذي يفتقد الكثير من مقومات التأثير والإقناع والصلابة ناهيك عن إختراقة من قبل أطراف الصراع. 
 
بالنهاية من يريد أن يكون جزء من "اللعبة " السياسية والإقتصادية فعليه أن يبدأ بتقوية جبهته الإعلامية حتى تكون له كلمة مؤثرة ومسموعة تخدم مصالحة السياسية والمالية الشخصية.

 
 
 

0 التعليقات:

 
 
 

Powered By Blogger

تم إفتتاح المدونة بتاريخ 5 يوليو 2009