الكل يعلم أن رئيس الوزراء الحالي أن استمر في منصبه الآن فإنه من الأمور الحتمية أن يأتي يوم ويحل مكانه شخص آخر . متى هذا اليوم لا أعلم ولكن ممكن أن يكون هذا العام أو العام المقبل أو بعد عدة سنوات في النهاية هناك شخص آخر سوف يتولى مهام رئاسة الوزراء .
الشيوخ الذين في الواجهة السياسية الوزارية حاليا هم جميعهم بدون استثناء سقطت عنهم القناعة من شريحة كبيرة من التيارات السياسية بل من شريحة أكبر من عامة الشعب أنهم غير مؤهلين لتولي منصب رئاسة الوزراء وذلك لأسباب كثيرة منها فشلهم بإدارة الوزارات التي يتولون حقائبها سابقا أو حاليا وإن كان ذلك بنسب متفاوتة والسبب الآخر التناحر الخفي والظاهر فيما بينهم الذي بدوره أضعف هيبة الشيخة منهم والأمر الأخير قلة خبرتهم جميعا في الإدارة السياسية وإن حاول البعض منهم إظهار عكس ذلك من خلال كسب ولاءات بعض الكتل و التيارات السياسية أو بعض أعضاء مجلس الأمة أو من خلال دعمه للقرارات الشعبية .
إذن هناك مشكلة في النخبة السياسية الأولى من شريحة الشيوخ، أما من هم من الشريحة الثانية فأتصور وحسب التجارب السياسية الماضية لن يكون لهم فرصة للتقدم إلى مصاف النخبة الأولى وإن حاول البعض منهم ذلك.
عندما كان سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد - الله يغفر له ويرحمه - على سدة الحكم كان إن نظر إلى يمينه وجد سمو الشيخ سعد العبد الله - الله يرحمه ويغفر له – وإذا نظر عن شماله وجد سمو الشيخ صباح الأحمد – الله يطول بعمره – أما الآن فالله يعين صاحب السمو الشيخ صباح وإن كنت ولا أزال أكن خالص الاحترام والتقدير لسمو ولي العهد ولكن أعتقد - وممكن أن أكون مخطأ - أن سمو ولي العهد كان يجب أن يتولى رئاسة الوزراء ولو لعدة سنوات حتى يكون أكثر إلماما بالتعامل مع الوضع السياسي ومتغيرات واتجاهات القوى السياسية .
مع استبعاد خيار أن توكل رئاسة الوزراء إلى شيخ من خارج ذرية الشيخ مبارك أو شخص من خارج الأسرة فإن رئاسة الوزراء سوف تكون محل جدل إلى فترة ليست بالقصيرة وسيكون انعكاس ذلك على حساب الاستقرار السياسي و الاقتصادي والإجتماعي والتنموي للبلد .